الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال **
{ 18618- {مسند الصديق رضي الله عنه} عن يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة قال: حدثني أبو بكر قال: فاتني العشاء ذات ليلة فأتيت أهلي فقلت هل عندكم عشاء؟ قالوا: لا والله ما عندنا عشاء، فاضطجعت على فراشي فلم يأتني النوم من الجوع، فقلت: لو خرجت إلى المسجد فصليت وتعللت حتى أصبح، فخرجت إلى المسجد فصليت ما شاء الله، ثم تساندت إلى ناحية المسجد، فبينا أنا كذلك إذ طلع عمر بن الخطاب فقال: من هذا؟ فقلت أبو بكر، قال ما أخرجك هذه الساعة؟ فقصصت عليه القصة، فقال: والله ما أخرجني إلا الذي أخرجك، فجلس إلى جنبي، فبينا نحن كذلك إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكرنا فقال: من هذا؟ فبادرني عمر فقال: هذا أبو بكر وعمر فقال: ما أخرجكما هذه الساعة؟ فقال عمر: خرجت فدخلت المسجد فرأيت سواد أبي بكر، فقلت: من هذا؟ فقال: أبو بكر، فقلت ما أخرجك هذه الساعة؟ فذكر الذي كان، فقلت: وأنا والله ما أخرجني إلا الذي أخرجك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وأنا والله ما أخرجني إلا الذي أخرجكما، فانطلقوا بنا إلى الواقفي أبي الهيثم بن التيهان فلعلنا نجد عنده شيئا يطعمنا، فخرجنا نمشي وانطلقنا إلى الحائط في القمر فقرعنا الباب فقالت المرأة: من هذا؟ فقال عمر: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر، ففتحت الباب، فدخلنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين زوجك؟ قالت: ذهب يستعذب لنا من الماء من حش بني حارثة، الآن يأتيكم. فجاء يحمل قربة حتى أتى بها نخلة وعلقها على كرنافة من كرانيفها (كرنف: وهي أصل السعفة الغليظة، والجمع: الكرانيف. النهاية [4/168] ص) ثم أقبل علينا وقال: مرحبا وأهلا ما زار ناس أحدا قط مثل من زارني، ثم قطع لنا عذقا فأتانا به، فجعلنا ننقي منه في القمر ونأكل، ثم أخذ الشفرة فجال في الغنم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إياك والحلوب أو قال: إياك وذوات الدر، فأخذ شاة فذبحها وسلخها وقال لامرأته: قومي، فطبخت وخبزت وجعلت تقطع في القدر اللحم وتوقد تحتها حتى بلغ الخبز واللحم فثرد وغرف لنا وعليه من المرق واللحم، ثم أتانا به فوضعه بين أيدينا فأكلنا حتى شبعنا، ثم قام إلى القربة وقد شففها الريح فبرد فصب في الإناء ثم ناول رسول الله صلى الله عليه وسلم فشرب، ثم ناولني فشربت، ثم ناول عمر فشرب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحمد لله خرجنا لم يخرجنا إلا الجوع، ثم رجعنا وقد أصبنا هذا لتسألن عن هذا يوم القيامة هذا من النعميم، ثم قال للواقفي: مالك خادم يسقيك الماء؟ قال: لا والله يا رسول الله قال: فإذا أتانا سبي فأتنا حتى نأمر لك بخادم، فلم يلبث إلا يسيرا حتى أتاه سبي فأتاه الواقفي، فقال: ما جاء بك؟ قال: يا رسول الله وعدك الذي وعدتني، قال: هذا سبي فقم فاختر منه، فقال: كن أنت تختار لي، فقال: خذ هذا الغلام وأحسن إليه، فأخذه وانطلق به إلى امرأته، فقالت: ما هذا؟ فقص عليها القصة، قالت: فأي شيء قلت له؟ قال: قلت له كن أنت الذي تختار لي، قالت: قد أحسنت قال لك: أحسن إليه فأحسن إليه، قال: ما الإحسان إليه؟ قالت: أن تعتقه، قال: هو حر لوجه الله. (ع وابن مردويه ويحيى وأبوه ضعيفان) (أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (10/319) وقال: رواه الطبراني، وأبو يعلى وفيه يحيى بن عبيد الله بن موهب وقد ضعفه الجمهور ووثق وبقية رجاله ثقات. ص). 18619- عن أبي هريرة قال: حدثني أبو بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له ولعمر: انطلقوا بنا إلى الواقفي، فانطلقنا في القمر حتى أتينا الحائط فقال: مرحبا وأهلا، ثم أخذ الشفرة ثم جال في الغنم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إياك والحلوب أو قال: ذوات الدر. (ه (أخرجه ابن ماجه كتاب الذبائح باب النهي عن ذبح ذوات الدر رقم (3181). وقال في الزوائد: في إسناده يحيى بن عبد الله واهي الحديث. ص) عن طارق بن شهاب). 18620- {مسند عمر رضي الله عنه} عن عمر قال: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يظل اليوم يلتوي من الجوع ما يجد من الدقل ما يملأ به بطنه. (ط وابن سعد حم م (أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الزهد والرقائق رقم (34/2977) ص) ه وأبو عوانة ع حب وابن جرير ق في الدلائل). 18621- عن ابن عباس أنه سمع عمر بن الخطاب يقول: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الظهيرة فوجد أبا بكر في المسجد، فقال: ما أخرجك في هذه الساعة؟ فقال: أخرجني الذي أخرجك يا رسول الله، وجاء عمر بن الخطاب فقال: ما أخرجك يا ابن الخطاب؟ قال: أخرجني الذي أخرجكما فقعد عمر، وأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثهما، ثم قال: هل بكما قوة تنطلقان إلى هذا النخل، فتصيبان طعاما وشرابا وظلا؟ قلنا نعم، قال: سيروا بنا إلى منزل أبي الهيثم التيهان الأنصاري فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أيدينا فسلم، فاستأذن ثلاث مرات، وأم الهيثم وراء الباب تسمع الكلام وتريد أن يزيد لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أراد أن ينصرف خرجت أم الهيثم خلفه فقالت: يا رسول الله قد سمعت والله تسليمك، ولكن أردت أن تزيدنا من صلاتك، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا، وقال لها: أين أبو الهيثم ما أراه؟ قالت هو قريب ذهب يستعذب لنا الماء، ادخلوا فإنه يأتي الساعة إن شاء الله فبسطت لنا بساطا تحت شجرة فجاء أبو الهيثم وفرح بهم وقرت عينه بهم، وصعد على نخلة فصرم (صرم: يصرم النخل أي حين يقطع ثمر النخل. النهاية [3/26] ص) عذقا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حسبك يا أبا الهيثم، قال: يا رسول الله تأكلون من رطبه ومن بسره ومن تذنوبه، ثم أتاهم بماء فشربوا عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا من النعيم الذي تسألون عنه، وقام أبو الهيثم ليذبح لهم شاة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إياك واللبون، وقامت أم الهيثم تعجن لهم وتخبز، ووضع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رؤوسهم للقائلة، فانتبهوا وقد أدرك طعامهم، فوضع الطعام بين أيديهم فأكلوا وشبعوا وحمدوا الله، وردت عليهم أم الهيثم بقية العذق، فأكلوا من رطبه ومن تذنوبه، فسلم عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا لهم بخير، ثم قال لأبي الهيثم: إذا بلغك أن قد أتانا رقيق فأتنا، وقالت له أم الهيثم: لو دعوت لنا؟ قال: أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة، قال أبو الهيثم: فلما بلغني أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رقيق أتيته فأعطاني رأسا فكاتبته على أربعين ألف درهم، فما رأيت رأسا كان أعظم بركة منه. (البزار ع عق وابن مردويه ق في الدلائل ص) (وقصة أبو الهيثم التيهان أوردها الترمذي في الشمائل رقم (134) ص). 18622- عن أم هانئ قالت: ما رأيت بطن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ذكرت القراطيس يثنى بعضها على بعض. (الرؤياني والشاشي كر). 18623- عن عائشة قالت كنا نأكل الكراع على عهد رسول الله بعد عاشرة. (خط في المتفق). 18624- عن عائشة قالت: كان على رسول الله صلى الله عليه وسلم قطريان (قطريان: المراد بذلك ثوب وهو ضرب من البرود فيه حمرة. النهاية [4/80] ص) غليظان فكان إذا قعد فيهما عرف ثقلا عليه، وقدم فلان اليهودي ببز من الشام، فقالت عائشة: لو بعثت إليه فاشتريت منه ثوبين إلى الميسرة؟ فبعث إليه فقال: قد علمت ما تريد إنما تريد أن تذهب بهما أو تذهب بمالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذب، قد علم أني من أتقاهم لله وأداهم للأمانة. (ن كر). 18625- عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن الشفاء بنت عبد الله قالت: دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم فسألته وشكوت إليه فجعل يعتذر إلي، وجعلت ألومه، ثم حانت صلاة الأولى، فدخلت بيت ابنتي وهي عند شرحبيل بن حسنة، فوجدت زوجها في البيت فوقعت به ألومه حضرت الصلاة الأولى وأنت ها هنا، فقال: يا عمة لا تلوميني كان لي ثوبان استعار أحدهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدت في نفسي من ذلك، فقلت: ومن يلومه وهذا شأنه. (كر). 18626- عن أبي هريرة قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي جالسا فقلت: يا رسول الله أراك تصلي جالسا فما أصابك؟ قال: الجوع يا أبا هريرة، فبكيت فقال: لا تبك فإن شدة القيامة لا تصيب الجائع إذا احتسب. (ابن النجار). 18627- عن أبي هريرة قال: ما أشبع النبي صلى الله عليه وسلم أهله ثلاثا تباعا من خبز البر حتى فارق الدنيا. (ابن جرير). 18628- عن أبي هريرة قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي جالسا، فقلت: يا رسول الله أراك تصلي جالسا، فما أصابك؟ قال: الجوع يا أبا هريرة، فبكيت، فقال: لا تبك يا أبا هريرة فإن شدة الحساب يوم القيامة، لا تصيب الجائع إذا احتسب في دار الدنيا. (حل خط، كر). 18629- ابن مندة أنا خيثمة بن سليمان، ثنا محمد بن عوف بن سفيان الطائي الخمصي ؟؟: ثنا أبي عوف: ثنا شقير مولى العباس عن الهدار صاحب النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى العباس وإسرافه في خبز السميذ ؟؟ وغيره قال: لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما شبع من خبز بر حتى فارق الدنيا. (كر وقال شقير مولى العباس بن الوليد بن عبد الملك بن مروان: روى عن الهدار رجل زعم أن له صحبة، قال ابن منده: هذا حديث غريب، ويقال أن أحمد بن حنبل سمعه من محمد بن عوف، وقال: عبد الغني بن سعيد شقير روى عن هدار عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا واحدا لا أعلم حدث به غير محمد بن عوف الطائي). 18630- عن سماك بن حرب قال: سمعت النعمان بن بشير يقول على المنبر: احمدوا ربكم، فربما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلوى ما شبع من الدقل، وأنتم لا ترضون دون ألوان التمر والزبد. (أخرجه الترمذي كتاب الشمائل قريبا من لفظه باب في إدام رسول الله صلى الله عليه وسلم رقم (154) ص). 18631- عن طلحة بن عمرو النضري قال: كان أحدنا إذا قدم المدينة فإن كان له عريف نزل على عريفه بغير المعرفة، وإن لم يكن له عريف نزل الصفة، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرن بين الرجلين ويرزقهما مدا كل يوم من تمر بينهما، فأتيت فنزلت في الصفة مع رجل، فكان بيني وبينه كل يوم مد من التمر، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بعض الصلوات، فلما انصرف قال رجل من أهل الصفة: يا رسول الله أحرق بطوننا التمر، وتخرقت عنا الخنف (الخنف: جمع خنيف نوع غليظ من أردء الكتان. والبرير: هو ثمر الأراك إذا اسود وبلغ. والحديث أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (10/322) وقال: رواه الطبراني والبزار بنحوه ورجال البزار رجال الصحيح. ص)، فصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فحمد الله وأثنى عليه، وذكر ما لقي من قومه من الشدة والأذى حتى قال: لقد مكثت أنا وصاحبي ثمانية عشر يوما وليلة وما طعامنا إلا البرير حتى قدمنا المدينة على إخواننا من الأنصار فواسونا في طعامهم وعظم طعامهم هذا التمر، والله لو وجدت اللحم والخبز لأطعمتكموه ولكن لعلكم أن تدركوا أو أدرك منكم زمانا تلبسون فيه مثل أستار الكعبة، ويغدى عليكم ويراح بالجفان، أنتم خير منكم يومئذ، أنتم اليوم إخوان، وأنتم يومئذ يضرب بعضكم رقاب بعض. (ابن جرير). 18632- عن عبد الرحمن بن عوف قال: هلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يشبع هو وأهل بيته من خبز الشعير فلا أرانا أخرنا لما هو خير لنا. (ابن جرير). 18633- عن عتبة بن غزوان قال: خطبنا علي على منبر البصرة قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم سابع سبعة أو ثامن ثمانية ما كان لنا طعام إلا ورق الشجر حتى قرحت (قرح: قرحت أشداقنا: أي تجرحت من أكل الخبط. النهاية (4/36) ص) أشداقنا. (أبو الفتح بن البطي في فوائده وقال إنه وهم بل الحديث لعتبة والخطبة له). 18634- عن أبي قلابة عن علي قال: لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض طرق المدينة بالهاجرة، فقلت: بأبي أنت وأمي ما أخرجك هذه الساعة؟ قال: وصل يا علي الجوع إلي، فقلت: بأبي أنت وأمي هل أنت منتظري حتى آتيك؟ قال: فجلس في ظل حائط فأتيت رجلا بالمدينة له ودي قد غرسه، فقلت: هل أنت معطي أستقي كل جرة بتمرة لا تعطني حشفه (حشف: الحشف اليابس الفاسد من التمر وقيل الضعيف الذي لا نوى له كالشيص. النهاية (1/391) ص) ولا مذره، قال: أعطيك من خير صنيع عندي فجعلت كلما استقيت جرة وضع تمرة حتى اجتمع قبضة من تمر، فقلت: هل أنت واهب لي صرة من كراث يعني قبضة، فأعطاني فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس فبسط طرف ثوبه، فألقيته عليه، فأكل ثم قال: أشبعت جوعي أشبع الله جوعك. (الحافظ أبو الفتح ابن أبي الفوارس في الأفراد). 18635- عن أم سليم قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: اصبري فوالله ما في آل محمد شيء منذ سبع ولا أوقد تحت برمة لهم منذ ثلاث، والله لو سألت الله يجعل جبال تهامة كلها ذهبا لفعل. (طب). { 18636- عن الحصين بن يزيد الكلبي قال: ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ضاحكا ما كان إلا تبسما، وربما شد النبي صلى الله عليه وسلم الحجر على بطنه من الجوع. (ابن منده (أورد الحديث ابن الأثير في ترجمة الحصين بن يزيد ويكنى أبا رجاء. أسد الغابة (2/30) ص) وأبو نعيم كر). {سخاؤه صلى الله عليه وسلم} 18637- {مسند عمر رضي الله عنه} عن عمر قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله أن يعطيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما عندي شيء، ولكن استقرض حتى يأتينا شيء فنعطيك، فقال عمر: يا رسول الله هذا أعطيته ما عندك فما كلفك ما لا تقدر عليه، فكره النبي صلى الله عليه وسلم قول عمر حتى عرف في وجهه، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أنفق ولا تخف من ذي العرش إقلالا، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى عرف البشر في وجهه بقول الأنصاري، ثم قال: بهذا أمرت. (ت (أخرجه الترمذي كتاب الشمائل المحمدية باب ما جاء في خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم رقم (348) ص) في الشمائل والبزار وابن جرير والخرائطي في مكارم الأخلاق. ض ؟؟). 18638- عن سهل بن سعد قال: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ببردة، قال سهل: هي شملة منسوجة فيها حاشيتها، فقالت: يا رسول الله جئتك أكسوك هذه، فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان محتاجا إليها فلبسها، فرآها عليه رجل من أصحابه فقال: يا رسول الله ما أحسن هذه أكسنيها، فقال: نعم، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم لامه أصحابه وقالوا: ما أحسنت حين رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذها محتاجا إليها، ثم سألته إياها وقد عرفت أنه لا يسأل شيئا فيمنعه، قال: والله ما حملني على ذلك إلا رجوت بركتها حين لبسها رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي أكفن فيها. (ابن جرير). 18639- وعنه قال: حيكت لرسول الله صلى الله عليه وسلم حلة أنمار صوف سوداء فجعل حاشيتها بيضاء، فخرج فيها إلى أصحابه، فضرب بيده على فخذه فقال: ألا ترون إلى هذه ما أحسنها؟ فقال أعرابي: بأبي أنت وأمي يا رسول الله هبها لي، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسأل شيئا أبدا فيقول: لا، فقال: نعم فأعطاه الجبة ودعا بمعوزين له فلبسهما وأمر بمثلها فحيكت له، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي في المحاكة. (ابن جرير). 18640- عن ثابت عن أنس قال: جاء سائل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأمر له بتمرة فوحش بها، وأتاه آخر فأمر له بتمرة فقال: سبحان الله تمرة من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال للجارية: اذهبي إلى أم سلمة فمريها فلتعطه الأربعين درهما التي عندها. (هب). 18641- عن الحسن أن سائلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأعطاه تمرة، فقال الرجل: سبحان الله نبي من الأنبياء يتصدق بتمرة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أو ما علمت أن فيها مثاقيل ذر كثير، فأتاه آخر فسأله فأعطاه تمرة فقال: تمرة من نبي من الأنبياء لا تفارقني هذه التمرة ما بقيت، ولا أزال أرجو بركتها أبدا، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بمعروف، وما لبث الرجل أن استغنى. (هب). 18642- عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسأل عن شيء، فقال: لا. (كر). 18643- عن جابر قال: ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط فقال: لا. (ابن جرير). { 18644- عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع قارئا يقرأ: (ابن النجار). { في الصحبة والمزاح 18645- عن أبي الهيثم عمن أخبره أنه سمع أبا سفيان بن حرب مازح النبي صلى الله عليه وسلم في بيت ابنته أم حبيبة ويقول: والله إن هو إلا أن تركتك فتركتك العرب أن انتطحت فيك وقالوا: جماء ولا ذات قرن، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك ويقول: أنت تقول ذلك يا أبا حنظلة. (الزبير بن بكار في كر). 18646- عن ابن عباس أن رجلا سأله فقال: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمزح؟ قال: نعم، فقال رجل: ما كان مزاحه، فقال ابن عباس: كسا النبي صلى الله عليه وسلم بعض نسائه ثوبا واسعا قال: البسيه، واحمدي الله، وجري من ذيلك هذا كذيل العروس. (كر وضعفه). 18647- عن سهل بن حنيف قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي ضعفاء المسلمين، ويزورهم، ويعود مرضاهم، ويشهد جنائزهم. (هب). 18648- عن أنس قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم وأنا مع غلمان، فسلم علينا وأخذ بيدي، فأرسلني برسالة فقالت لي أمي: لا تخبر بسر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا. (كر). 18649- عن أنس قال: بعثني النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة فمررت بصبيان فجلست إليهم، فلما استبطأني، خرج فمر بالصبيان فسلم عليهم. (ك). 18650- عن أنس قال: ما كان في الدنيا شخص أحب إليهم رؤية من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا إليه ما رأوا من كراهته لذلك. (ابن جرير). 18651- عن أنس قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما المسجد وعليه برد نجراني غليظ الصنعة، فأتاه أعرابي من خلفه، فأخذ بجانب ردائه حتى أثرت الصنعة في صفح عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد أعطنا من مال الله الذي عندك، فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبسم فقال: مروا له. (ابن جرير). 18652- عن أنس قال: كنت مع الصبيان فمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليكم يا صبيان. (الديلمي). 18653- عن أنس قال: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين لا والله ما سبني سبه قط، ولا قال لي: أف قط، ولا قال لشيء فعلته لم فعلته؟ ولا لشيء لم أفعله لم لا فعلته. (عب). 18654- وعنه: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فلا والله ما قال لي لشيء صنعته لم صنعته؟ ولا لشيء لم أصنعه ألا صنعته؟ ولا لامني، فإن لامني بعض أهله قال: دعه، وما قدر فهو كائن أو ما قضي فهو كائن. (عب). 18655- عن أسيد بن حضير قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان فيه مزاح يحدث القوم ليضحكهم، فطعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في خاصرته، فقال: أصبرني، فقال: اصطبر، قال: إن عليك قميصا وليس علي قميص، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه فأحتضنه وجعل يقبل كشحه ويقول: إنما أردت هذا يا رسول الله. (طب). 18656- عن أنس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخالطنا فيقول لأخ لي: يا أبا عمير ما فعل النغير، ونضع بساطا لنا فيصلي عليه. (ش) (أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الآداب باب استحباب تحنيك المولود، رقم (2150) ص). 18657- وعنه قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبابا ولا لعانا ولا فحاشا، كان يقول لأحدنا: ما له ترب جبينه. (خ حم ورواه العسكري في الأمثال بلفظ: ما له ترب يمينه). مر برقم [18407]. 18658- وعنه قال: صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين وشممت العطر كله فلم أشم نكهة (نكهة: نكه من بابي نفع وضرب إذا تنفس على أنفه ونكهه نكها يتعدى بنفسه. المصباح المنير (2/859) ص) أطيب من نكهة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لقيه رجل من أصحابه فقام قام معه، فلم ينصرف حتى يكون الرجل هو الذي ينصرف عنه، وإذا لقيه أحد من أصحابه فتناول يده ناولها إياه فلم ينزع يده منه حتى يكون الرجل هو الذي ينزع يده منه، وإذا لقيه أحد من أصحابه فتناول أذنه ناولها إياه فلم ينزع يده عنه حتى يكون الرجل هو الذي ينزع عنه. (ابن سعد كر). 18659- وعنه قال: ما رأيت رجلا التقم أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فينحي رأسه حتى يكون هو الذي ينحي رأسه، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيد رجل فيترك يده حتى يكون هذا الذي ينزعها، فيدع يده. (د، كر). 18660- وعنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صافح الرجل لم ينزع يده من يده حتى يكون هو الذي ينزعها، ولم يعرض بوجهه عنه، ولم ير مقدما ركبتيه بين يدي جليسه. (الرؤياني كر وهو حسن). 18661- وعنه أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بغلمان وأنا غلام فسلم علينا. (أبو بكر في الغيلانيات كر). 18662- عن عباد بن زاهر قال: سمعت عثمان يخطب فقال: إنا والله قد صحبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر والحضر، وكان يعود مرضانا ويشيع جنائزنا ويغزو معنا ويواسينا بالقليل والكثير، وإن ناسا يعلموني به عسى أن لا يكون أحدهم رآه قط. (حم والبزار والمروزي في الجنائز والشاشي ع ض). 18663- عن أنس أهدى بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم إلى النبي صلى الله عليه وسلم قصعة فيها ثريد وهو في بيت بعض أزواجه، فضربت القصعة فوقعت وانكسرت، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ الثريد فيرده إلى القصعة بيده ويقول: كلوا غارت أمكم، ثم انتظر حتى جاءت قصعة صحيحة، فأخذها فأعطاها صاحبة القصعة المكسورة. (ش). 18664- عن خوات بن جبير قال: نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مر الظهران فخرجت من خبائي، فإذا أنا بنسوة يتحدثن فأعجبنني، فرجعت فاستخرجت عييبتي، فاستخرجت منها حلة فلبستها وجئت فجلست معهن، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبته فقال: أبا عبد الله ما يجلسك معهن؟ فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم هبته واختلطت قلت: يا رسول الله جمل لي شرد، وأنا أبتغي له قيدا، فمضى واتبعته فألقى رداءه ودخل الأراك، كأني أنظر إلى بياض متنه في خضرة الأراك، فقضى حاجته وتوضأ فأقبل والماء يسيل من لحيته على صدره فقال: أبا عبد الله ما فعل شراد جملك؟ ثم ارتحلنا فجعل لا يلحقني في المسير إلا قال: السلام عليك يا أبا عبد الله ما فعل شراد ذلك الجمل، فلما رأيت ذلك تعجلت إلى المدينة واجتنبت المسجد والمجالسة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما طال ذلك تحينت ساعة خلوة المسجد، فأتيت المسجد فقمت أصلي، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعض حجره، فجاء فصلى ركعتين خفيفتين، وطولت رجاء أن يذهب ويدعني، فقال: طول أبا عبد الله ما شئت أن تطول فلست ذاهبا حتى تنصرف، فقلت في نفسي: والله لأعتذرن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأبرئن صدره، فلما انصرفت، قال: السلام عليك أبا عبد الله ما فعل شراد ذلك الجمل؟ فقلت: والذي بعثك بالحق ما شرد ذلك الجمل منذ أسلمت، فقال: رحمك الله ثلاثا ثم لم يعد لشيء مما كان. (طب). 18665- عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل على الأرض، ويعقل الشاة، ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير. (ابن النجار). 18666- عن قيس بن وهب عن رجل من بني سراة قال: قلت لعائشة: أخبريني عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: أما تقرأ القرآن (ش).
|